النداء الاخير
بقلم الحسين امهال
أيتها الامهات أيها الاباء اربطوا أحزمتكم فقد انتهى كل شيء.
نعم انتهى كل شيء.
ما دمتم عاجزين عن منع الهاتف عن أبنائكم وبناتكم.
ما دمتم تسكتون به الرضيع
وتلهون له اليافع
اما ذا العشر فانتم تخافون من سحب الهاتف تحت وسادته . وبذلك تنالون راحة البال وتشترون السلم الاجتماعي عفوا الاسري وتقايضون الهاتف بالهدوء والسكينة.
لكن ذلك الهدوء يسبق العاصفة مع الاسف الشديد
انتم تعلمون ان الهاتف سبب العديد من امراض التوحد. ومعلم ممتاز للعجز والكسل والخمول وانعدام الطموح والتخطيط والتفكير والتذكر.
معول يهدم كل ملكات الانجاز والفعل والبناء والتفكيك والتركيب
يعطي للطفل صورة جاهزة وكلاما جاهزا ومشهدا جاهزا بدون عناء
هو السبب الرئيس في ضياع الوقت الثمين الذي كان من الممكن ان تبنى فيه شخصية الطفل وتصقل مواهبه وملكاته
وهو السبب الاول للسهر لساعات طويلة حتى اختلت الساعة البيولوجية للاطفال واصبحوا لا يفرقون بين الليل والنهار
والسبب الاول للسمنة المبكرة لديهم لانهم يلتهمون اشياء دون الحاجة الى النظر اليها . اذ يأكلون اطنانا من التشيبس دون ادنى حركة لانهم مسلوبو الارادة فاقدو المبادرة مغيبون عن الواقع تماما.
السبب الاول لتفكك عرى الاسرة وانعدام الدفء العائلي اذ ان كل فرد من افراد الاسرة منزو في ركن من اركان المنزل يحمل غرافه يناجيه ويخاطبه يسليه ويضحكه ويبكيه دون الحاجة لاحد.فكل يصنع عالمه الخاص بدءا من الجد والجدة. انكم اغلقتم باب المنزل عن اصدقاء السوء في الدرب المجاور من ابناء المعارف والجيران ثم سمحتم بدخول المئات من اصدقاء السوء الحفيقيين الى عقر منازلكم دون حرج.
ان اي اب يعطل الويفي ولا يؤدي ثمنه بانتظام لن يستطيع الدخول الى المنزل بسلام دون مزاج عكر.
والنتيجة المرتقبة مجموعة من الاطفال فاقدي الهوية والاحساس عديمي الشعور مثلهم الاعلى تافه في جزيرة الوقواق وتافهة في سيبيريا ومغن في البيرو ولاعب في المكسيك و الروتين اليومي لعجوز في بير طمطم.
النتيجة المرتقبة اطفال مدربون على العنف يستهينون بالقانون لانهم متشبعون بقانون فري فاير والالعاب الدموية الخطيرة التي لا يدرك الاباء عواقبها والنسخة الجديدة منها وصلت هذه الايام
النتبجة شباب رافض للعمل كاره للفكر والمعرفة وكل شيء له علاقة بعرق الجبين مادامت هناك طرق للربح السريع عبر منصات التداول...
النتيجة ان التلاميذ ما ان يدخلوا الى الفصل حتى يدب النوم الى جفونهم من كثرة السهر.وينظرون الى الاستاذ بعيون ذابلة كانه اتى من كوكب المريخ.يتعجبون من الخزعبلات التي يرددها اذ لا علاقة لها لما يشاهدونه في هواتفهم ذات العوالم الملونة.
الكل يتبارى في اعطاء هاتفه للطفل الام ثم الاب والجد والجدة وكل الاقارب
احيانا نستيقظ من السبات ونمنع الهاتف عن الطفل ولكن كل واحد منا لاه مشغول عن بنته وابنه بالهاتف طبعا.
الاساتذة يشتكون والحراس العامون يشتكون ورجال التربية يدقون ناقوس الخطر ولا من مجيب.
انحن عاجزون الى هذه الدرجة؟الانستطيع ان نكون حازمين ولو مرة واحدة في العمر؟
اذا انفرط عقد التربية السليمة ولم يتم تدارك هذه الكارثة فسيصل يوم نقطف فيه جميعا الثمار المرة لغرسنا الرديء.
اللهم اني قد بلغت. اللهم فاشهد.