-->
أكاديمية إقلاع للبحث والاستشارات التربوية أكاديمية   إقلاع  للبحث والاستشارات التربوية
بحوث تربوية

دعم

بحوث تربوية
بحوث تربوية
جاري التحميل ...
بحوث تربوية

الْعُصْفورُ وَالنَّار

الْعُصْفورُ وَالنَّار

في غابَةٍ كَثيفَةِ الأَشْجارِ، بَديعَةُ الأَلْوانِ، مَليئَةٍ بِأَنْواعِ الطُّيورِ وَالْحَيَواناتِ، كانَ يَعيشُ
عُصْفورٌ لَطيفٌ جَميلٌ ، اعتاد أَنْ يُغَرِّدَ فَوْقَ الأَغْصانِ بِصَوْتِهِ الرَّنَّانِ.
وَفي ذاتِ يَوْمٍ شَديدِ الْحَرارَةِ، وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ، وَالْهَواءُ لافِحٌ، شَبَّ في الْغابَةِ حَريقٌ هائِلٌ،
فَانْدَلَعَتْ أَلْسِنَةُ النِّيرانِ، وَامْتَدَّتْ إِلى كُلِّ مَكانٍ. فَتَسابَقَتْ الذِّئابُ وَالأُسودُ وَالْفِيَلَةُ وَالنُّمورُ
إِلى الْهَرَبِ، تارِكَةً بُيوتَها في الْغابَةِ، حَتَّى تَنْجوَ بِنَفْسِها.
أَمَّا ذلِكَ الْعُصْفورُ فَلَمْ يَهْرُبْ، وَلَمْ تُرْهِبْهُ النِّيرانُ الْمِنْدَلِعَة، وَلا سُحُبِ الدُّخانِ، بَلْ بَدَأّ عَلى
الْفَوْرِ يَعْمَلُ بِإِخْلاصٍ وَصِدْقٍ. فَطارَ مُرَفْرِفًا إِلى الْبُحَيْرَةِ، وَأَخَذَ بِمِنْقارِهِ الصَّغيرِ قَطْرَةَ
ماءٍ، وَعَلا في الْجَوِّ، ثُمَّ أَلْقى بِها عَلى الْحَريقِ، وَراحَ يُكَرِّرُ هذا الْعَمَلَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرى.
بَيْنَما راحَتِ الْحَيَواناتُ الْهارِبَةُ تَسْخَرُ مِنَ الْعُصْفورِ الصَّغيرِ وَهِيَ تَقولُ: أَتَظُنُّ أَيُّها
الصَّغيرُ أَنَّكَ قادِرٌ عَلى إِطْفاءِ الْحَريقِ بِهذِهِ الْمُحاوَلاتِ الْيائِسَةِ؟
قالَ الْعُصْفورُ الصَّغيرُ: أَعْلَمُ أَنِّي لَنْ أَسْتَطيعَ إِطْفاءَ الْحَريقِ، وَلكِنَِّي أَقومُ بِواجِبي فَقَطْ.
سَمِعَتِ الْفِيَلَةُ ما قالَهُ الْعُصْفورُ، فَبَدَأَتْ بِنَقْلِ الْمِياهِ بِخَراطيمِها، لِتُطْفِئَ النَّارَ الْمُشْتَعِلَة.
خَجِلَتْ باقي الْحَيَواناتِ من نفسها وبذأت تساعد العصفور والفيلة في اطفاء النار.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عدد مرات مشاهدة