كان ماهر ملكاً للقردة قبل ان يطرده قرد شاب من مملكته و
يتولى الحكم بدلاً منه .
فارتحل إلى ضفة نهر كبير, و أقام فوق شجرة تين ضخمة
تشرف على النهر , جعل منها مقراً له .
وبينما كان يأكل التين ذات يوم سقطت تينة من يده ,
فأعجبه صوت ارتطامها بالماء , و بدأ يلقي بالمزيد منها ,
و يقهقه ضاحكاً .
وصادف أن كان في الماء غيلم ( و هو ذكر السلحفاة ) ,
فأخذ يلتقط حبات التين و يأكلها .
ولما تكرر ذلك , اعتقد الغيلم أن القرد يفعل ذلك من أجله ,
فرغب في مصادقته و خرج إليه , فنشأت بينهما مودة
كبيرة .
طالت غيبة الغيلم عن زوجته السلحفاة , فشكت ذلك إلى
جارتها , و قالت : أخاف أن يكون قد اصطاده أحد و قتله .
قالت الجارة : لقد سمعت أنه يقيم مع صديق له متن القردة
على الضفة الأخرى من النهر .
تساءلت الزوجة : و لماذا لا يعود إلي ؟
فكرت الجارة قليلاً ثم أجابت : إذا عاد إليك فتمارضي, و إذا
سألك عن حالك أجيبيه أن الأطباء وصفوا لك قلب قرد .
بعد مدة , تذكر الغيلم زوجته و قرر الذهاب إليها.وعندما
لقيها , وجدها حزينة مهمومة , فربت على ظهرها برفق و
سألها : ما بك يا عزيزتي؟
أجابت الجارة بدلاً عنها : إنها مريضة , و قد وصف لها
الأطباء قلب قرد .
دهش الغيلم ثم قال : هذا أمر عسير , فمن أين نأتي بقلب
قرد و نحن قوم نعيش في الماء.
وأخذ يفكر في صديقه القرد : هل أغدر بصاحبي القرد , و
قد تعاهدنا على الوفاء؟
أجاب عن سؤاله بنفسه : هذا محال.
ثم فكر قليلاً : و لكن كيف أدع زوجتي تموت , و هي عون
لي في هذه الدنيا ؟
صاحت الزوجة : بماذا تفكر يا زوجي العزيز ؟
أجابها الغيلم : لا شيء.
ثم تركها و انصرف إلى صديقه القرد , و هو لا يدري ماذا
يصنع .
فسأله القرد : لماذا غبت عني يا صحبي ؟
أجاب الغيلم : لقد كنت أفكر كيف أكافئك على إحسانك إلي ,
فوجدت أن أدعوك لزيارتي في منزلي , وهو في جزيرة
طيبة الفاكهة .
قال القرد : أشكرك على دعوتك يا عزيزي , لكن ليس عليك
مكافأتي , فنحن أصدقاء.
قال الغيلم : لا بد من ذلك , فإن الحيوانات إذا أكلت معاً
ازدادت المودة بينها.
وافق القرد على الذهاب مع الغيلم , فحمله على ظهره .
وفي الطريق , لاحظ القرد أن صاحبه مهموم فسأله عن
سبب ذلك , وعرف أن زوجته مريضة .
فسأله القرد : و ما هو علاجها ؟
قال الغيلم : إنني خجل منك أيها الصديق , لقد وصف لها
الأطباء قلب قرد .
علم القرد أن الغيلم يريد أن يغدر به , ففكر في حيلة ينجو
بها من هذه الورطة و فقال: ولماذا لم تخبرني بذلك قبل
أغادر منزلي ؟ ألا تعلم أننا معشر القردة إذا سافرنا نترك
قلوبنا عند أهلنا أو في مساكننا .
قال الغيلم: و أين قلبك الآن ؟
أجاب القرد : إنه على الشجرة .
هتف الغيلم بحماسة : هيا بنا نهب إذن لنعود به .
عاد الإثنان معاً , و لما وصلا إلى الضفة قفز القرد إلى
الشجرة و لم ينزل منها , فصاح به الغيلم : هيا احمل قلبك
و انزل إلي يا أخي .
ضحك القرد و قال : هيهات , لقد احتلت علي و خدعتني ,
فخدعتك, و خنت صداقتي فلن نعود إلى ما كنا عليه من قبل
أبداً
يتولى الحكم بدلاً منه .
فارتحل إلى ضفة نهر كبير, و أقام فوق شجرة تين ضخمة
تشرف على النهر , جعل منها مقراً له .
وبينما كان يأكل التين ذات يوم سقطت تينة من يده ,
فأعجبه صوت ارتطامها بالماء , و بدأ يلقي بالمزيد منها ,
و يقهقه ضاحكاً .
وصادف أن كان في الماء غيلم ( و هو ذكر السلحفاة ) ,
فأخذ يلتقط حبات التين و يأكلها .
ولما تكرر ذلك , اعتقد الغيلم أن القرد يفعل ذلك من أجله ,
فرغب في مصادقته و خرج إليه , فنشأت بينهما مودة
كبيرة .
طالت غيبة الغيلم عن زوجته السلحفاة , فشكت ذلك إلى
جارتها , و قالت : أخاف أن يكون قد اصطاده أحد و قتله .
قالت الجارة : لقد سمعت أنه يقيم مع صديق له متن القردة
على الضفة الأخرى من النهر .
تساءلت الزوجة : و لماذا لا يعود إلي ؟
فكرت الجارة قليلاً ثم أجابت : إذا عاد إليك فتمارضي, و إذا
سألك عن حالك أجيبيه أن الأطباء وصفوا لك قلب قرد .
بعد مدة , تذكر الغيلم زوجته و قرر الذهاب إليها.وعندما
لقيها , وجدها حزينة مهمومة , فربت على ظهرها برفق و
سألها : ما بك يا عزيزتي؟
أجابت الجارة بدلاً عنها : إنها مريضة , و قد وصف لها
الأطباء قلب قرد .
دهش الغيلم ثم قال : هذا أمر عسير , فمن أين نأتي بقلب
قرد و نحن قوم نعيش في الماء.
وأخذ يفكر في صديقه القرد : هل أغدر بصاحبي القرد , و
قد تعاهدنا على الوفاء؟
أجاب عن سؤاله بنفسه : هذا محال.
ثم فكر قليلاً : و لكن كيف أدع زوجتي تموت , و هي عون
لي في هذه الدنيا ؟
صاحت الزوجة : بماذا تفكر يا زوجي العزيز ؟
أجابها الغيلم : لا شيء.
ثم تركها و انصرف إلى صديقه القرد , و هو لا يدري ماذا
يصنع .
فسأله القرد : لماذا غبت عني يا صحبي ؟
أجاب الغيلم : لقد كنت أفكر كيف أكافئك على إحسانك إلي ,
فوجدت أن أدعوك لزيارتي في منزلي , وهو في جزيرة
طيبة الفاكهة .
قال القرد : أشكرك على دعوتك يا عزيزي , لكن ليس عليك
مكافأتي , فنحن أصدقاء.
قال الغيلم : لا بد من ذلك , فإن الحيوانات إذا أكلت معاً
ازدادت المودة بينها.
وافق القرد على الذهاب مع الغيلم , فحمله على ظهره .
وفي الطريق , لاحظ القرد أن صاحبه مهموم فسأله عن
سبب ذلك , وعرف أن زوجته مريضة .
فسأله القرد : و ما هو علاجها ؟
قال الغيلم : إنني خجل منك أيها الصديق , لقد وصف لها
الأطباء قلب قرد .
علم القرد أن الغيلم يريد أن يغدر به , ففكر في حيلة ينجو
بها من هذه الورطة و فقال: ولماذا لم تخبرني بذلك قبل
أغادر منزلي ؟ ألا تعلم أننا معشر القردة إذا سافرنا نترك
قلوبنا عند أهلنا أو في مساكننا .
قال الغيلم: و أين قلبك الآن ؟
أجاب القرد : إنه على الشجرة .
هتف الغيلم بحماسة : هيا بنا نهب إذن لنعود به .
عاد الإثنان معاً , و لما وصلا إلى الضفة قفز القرد إلى
الشجرة و لم ينزل منها , فصاح به الغيلم : هيا احمل قلبك
و انزل إلي يا أخي .
ضحك القرد و قال : هيهات , لقد احتلت علي و خدعتني ,
فخدعتك, و خنت صداقتي فلن نعود إلى ما كنا عليه من قبل
أبداً